طريقة 'جلين دومان' لتعليم طفلك القراءة منذ الولادة!

طريقة 'جلين دومان' لتعليم طفلك القراءة منذ الولادة!

في هذا المقال، نستعرض طريقةً لها شهرتها العالميّة في تعليم القراءة للأطفال عقب بضعة أشهر فقط من الولادة، هي طريقة دومان.

يجدر الذكر، وكما سيتضح بالشرح أن الهدف من هذه الطريقة ليس الضغط على الأسرة من خلال برنامج يومي صارم، وإنما فقط هو وسيلة مهارية لتجعل الطفل أكثر تقبلًا عند تعرضه في العمر المناسب لنصوص القراءة المعقدة، وحتى تكون القراءة بمثابة عادة يومية ينتبه لها مثل انتباهه لتحدث الآخرين من حوله، بشكل يسمح بانخراطه في تلك المهارة على وجه دقيق عند بلوغه العمر المناسب. وأُفضّل تقديمها على أنها طريقة لـ"تعريف" الطفل بالقراءة، حتى لو كان لها فاعلية مثبتة بتجارب الكثيرين.

أسس طريقة "دومان" لتعليم القراءة

يرى مؤسس الطريقة "جلين دومان" أن إمكانات التعلم الكبرى تكمن في الست سنوات الأولى من عمر أي طفل. وأنه إذا تم تعريض الطفل بشكل منهجي لأشكال الكلمات ومعانيها فإنه لا حدود لقدرته على اكتساب مهارة القراءة في عمر استثنائي كما ينطق بعض الصغار كلماتهم الأولى في لحظة مفاجئة دون أي توقع من الأسرة. فهو يرى أن المهارات اللغوية المتعلقة بالقراءة لا تتمايز بقدر كبير في إمكانية اكتسابها عن بقية مهارات الحياة اليومية.

عند تحفيز كلا من نصفي الدماغ في وقت واحد، سيكون هناك احتمالية لأن يكتسب الطفل مهارتي التحدث والقراءة بشكل غير منفصل. وقد لا يتمكن بالضرورة من فصل الحروف داخل كلمة، لكن سيكون من السهل إدراك الكلمة ككل وربطها ذهنيًّا بالمعنى المقترن بها.

تعتمد طريقة دومان على أن يكون المعلم هو أحد أفراد أسرة الطفل. فهي ليست طريقة مدرسية، وإنما طريقة منزلية نظرًا لضرورة تكرار جلسات التعلم على مدار اليوم ولكونها تنفذ مع الأطفال من عمر صغير جدا.

المرحلة الأولى في طريقة دومان؛ خمس بطاقات.. وخمسة أيام

الممارسة الأبسط لطريقة دومان تكون من خلال إظهار خمس بطاقات لكلمات مختلفة للطفل مع نطق الكلمة وتكرار العملية ثلاث مرات يوميًّا، ويتم دمج خمس كلمات جديدة كل مرة. تنص الطريقة على أنه يجب أن تكون الكلمات المعروضة للطفل في آن واحد من نفس الفئة. كأن تكون كلها أجزاء من جسم الإنسان، وأن تكون جزء من عالم الطفل بالطبع، فلا يمكن أن تكون أسرة مقيمة في مدينة وتقوم بتعريض رضيعها الذين لم يتعرف بعد على أساس عالمه على مكونات حياتية موجودة في الريف فقط، لأنه لن يستطيع ربط المعنى من خلال شيء ليس من السهل استدعاءه بملكة الخيال بعد.

يتم الالتزام بحجم واحد لكافة البطاقات، مع الأخذ بالاعتبار أن يكون الخط واضحًا، ويفضل أن يكون الورق المكتوب عليه أبيض في مرحلة التعليم الأولى لطريقة جلين دومان، مع كون الكتابة بخط عريض جلي.

عند بدء الطريقة للمرة الأولى يجب اختيار كلمات مفردة فقط، بعد ذلك يمكن دمج جمل بسيطة في جلسات التعلم. يوصي الخبراء كذلك بألا تزيد الجلسة الواحد عن عشرين دقيقة.

تتم عملية التعلم على فترات زمنية من خمسة أيام، تكرر الكلمات كل يوم ثلاث مرات، ويمكن تقسيمها كالآتي:

يوم1: خمس كلمات من نفس الفئة.

يوم2: كلمات اليوم الأول، بالإضافة إلى خمس كلمات جديدة.

يوم3: كلمات اليومين السابقين، مع خمس كلمات جديدة.

يوم4: الكلمات السابقة، مع خمس كلمات جديدة.

يوم5: 25 كلمة، تشمل كلمات الأيام السابقة مع خمس جدد.

بعد انتهاء الفترة الأولى، يتم حذف فئة واحدة، أي خمس كلمات، وإضافة فئة جديدة مع بداية كل أسبوع.

ينبغي كذلك مراعاة عدم تعاقب  كلمتين تبدآن بالحرف نفسه، وألا تعرض البطاقات اليومية دفعة واحدة وإنما تقسم على جلسات من خمس كلمات تندرج تحت نفس الفئة.

ليس من الضروري أن يكرر الطفل الكلمات، وإنما أن تكون عملية التعلم تلقائية، ومع الوقت سيتعرف الطفل على الكلمات من تلقاء نفسه عند عرضها أمامه.

المرحلة الثانية؛ أسماء وصفات

بعد إنهاء 150 كلمة يتم الانتقال إلى مرحلة جديدة من تعليم القراءة للطفل، في هذه المرحلة يتم عرض جملًا ثنائية، على أن تكون الكلمة الأولى اسمًا والثانية صفة، ويتم التركيز على الألوان، على أن تكون البطاقات المستخدمة تحمل ذات اللون المكتوب عليها، على سبيل المثال: موز أصفر.

يتم إدخال خمس بطاقات جديدة فقط من الجمل الثنائية أسبوعيا مع استمرار المرحلة الأولى.

المرحلة الثالثة؛ الجمل القصيرة

لا تشكل هذه المرحلة فارقًا ضخمًا عن سابقتها حيث يتم فقط توسيع نطاق الجمل الجديدة لتتكون من ثلاث كلمات مع إدخال بعض الأفعال، مثل: أختي تلعب.

ينصح في هذه المرحلة بجمع ما يقارب عشرة جمل في كتاب مع إضافة رسوم توضيحية لكل صفحة وقراءته للطفل مرتين إلى ثلاثة يوميا.

المرحلة الرابعة؛ الجمل

يتم زيادة مستوى التعقيد في الجمل الجديدة لهذه المرحلة، مع الإبقاء على فكرة الكتاب الذي يتم عرضه للطفل يوميا، لكن بالجمل التي تعلمها آخرًا.

المرحلة الأخيرة؛ القصص

هذه المرحلة هي بمثابة تكليل للجهد الذي تم بذله، ويتم العمل من خلالها على تنمية الحصيلة اللغوية للطفل من خلال قراءة القصص التي تتراوح عدد كلماتها من 50 إلى 100 كلمة، ويفضل اختيار قصص تحتوي على سطر واحد في الصفحة، وألا يكون النص ملتصقًا بشكل تام في الرسوم الموجودة، وبالطبع، يجب أن يكون الطفل منخرطًا في عملية القراءة، لا يعني ذلك أن يقرأ بنفسه، لكن أن يرى النصوص بشكل واضح، مع شرح الكلمات الجديدة له.

يجب تعزيز المشاعر الإيجابية أثناء عملية التعلم، من خلال احتضان الطفل أو الثناء عليه حتى لو لم يتوقع ميسر عملية التعلم من الطفل أن يفهم ما يقوله وهو ما أكد عليه دومان مرارًا من خلال كتابه "How to teach your baby to read".

يرى دومان أن طفلًا ذا عام واحد يمكنه أن يتعرف على الكلمات، ثم يميز العبارات الكاملة عند الوصول لعامين، ويستمتع بعملية القراءة بشكل كامل عند الوصول لعمر الثالثة. وبعد ذلك، سيكتشف وحده القواعد التي تحكم عملية الكتابة أو القراءة كما لن يضطر إلى حفظ الأبجدية بالأسلوب التقليدي.

من هو "جلين دومان"؟

يُعرَّف دومان بعمله على مدار أكثر من خمسين سنة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم. وهو معالج فيزيائي أسس "معاهد تحقيق الإمكانات البشرية؛ IAHP" التي تهدف إلى تنمية قدرات الأطفال من خلال وسائل محددة.

طريقة "دومان" لا تقتصر على تعليم القراءة فقط، وإنما هي بمثابة منهج متكامل كان قد صمم لأجل أهداف لا تناسب كافة الأطفال وإنما تستهدف الأطفال الذين يعانون من مشكلات معرفية أو إدراكية. وعلى وجه التحديد المشكلات التي تنتج عن إصابات الدماغ، مع ذلك فإن الجزء المتعلق بتعليم القراءة صار أكثر انتشارًا ويتم استخدامه على نطاق واسع دون متطلبات معينة.

تعقيب أخير

لا شك أن أي طريقة تعتمد خطوات منهجية لتعليم أي شيء تستحق الانتباه والتجريب، لكن علينا ألا نهمل كذلك أن التنقيح أمر ملازم لتجربة أي شيء جديد. وذلك لأنه عندما يتعلق الأمر بالأطفال، أو بالتعلم عمومًا، فإن القدرات الفردية مختلفة، والإمكانات ليست واحدة، وأنماط التعلم تتشعب بشكل كبير. فهم ذلك سيزيل حملًا كبيرًا عن الآباء والأمهات الذين يودون لأبنائهم أن يكتسبوا كافة المهارات الضرورية بالشكل السليم. تعليم الطفل لا يعتمد على الأسبقية، وحصول إنجازات معينة في عمر قليل ليس بالضرورة أن يكون الأمر المثالي للكثير من الأطفال والأسر.

يمكن اعتماد الطريقة لفترة وإدراجها في العادات اليومية، ثم استبعاد ما لا يناسبنا منها، أو اعتمادها بشكل كامل إذا اتضح أنها الخيار الصائب. لكن المهم دائمًا هو التركيز على جعل بيئة التعلم صحية وعدم فرض توقعات غير قابلة للتحقيق على أي من أفرادها.

آمل لكم رحلة ثرية سلسة!

تم إعداد هذه المادة من خلال المعلومات المتوافرة في هذا المرجع، والموقع الرسمي لطريقة دومان.